أجرى رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو" خطاباً خلال لقائه بممثلي المنظمات الغير حكومية في ولاية إسطنبول.
ولفت "يابجي أوغلو" خلال خطابه إلى المجزرة والإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الاحتلال الصهيوني في غزة، والتي دخلت شهرها السادس.
وأشار إلى أن جدول الأعمال الانتخابي لا ينبغي أن يتقدم على ما يحدث في غزة، وذكّر أنه يجب على الجميع أن يكونوا مهتمين لهذه القضية.
وقال يابيجي أوغلو: "هناك استعدادات للانتخابات في كل مكان تقريبًا، بالطبع، نذهب إلى أنحاء مختلفة من البلاد ونقوم بأنشطة انتخابية، تمامًا كما فعلت سيارات الحملات الانتخابية للتو، حيث يتم تذكير كل فرد في أمتنا في كل لحظة تقريبًا بوجود انتخابات.
بالطبع، إحدى بنود جدول أعمالنا هي الانتخابات، ولكن كما تعلمون، هناك مذبحة وإبادة جماعية وقمع مستمر في غزة منذ 5 أشهر منذ 7 تشرين الأول وبتعبير أدق، يوجد اضطهاد متزايد هناك منذ 5 أشهر".
"الحكاية التي كتبتها العصابة الصهيونية انهارت"
وأشار "يابجي أوغلو" إلى أن القمع هناك بدأ بعد احتلال البريطانيين لفلسطين ومحيطها عام 1917، أي قبل مائة عام، قائلاً: " واستمر هذا القمع بشكل كبير بعد أن أعلن المحتلين هناك أنفسهم كدولة في عام 1948، واندلع الطوفان هناك منذ 5 أشهر، كان يوجد حكاية كتبتها العصابة الصهيونية على مدى 75 عاما، وانهارت هذه الحكاية، ما هي تلك الحكاية، أن جيشهم لا يقهر، لا يمكن لأحد أن يفعل لهم أي شيء برا أو بحرا أو جوا، أن فوقهم يوجد القبة الحديدية، ولا يمكن لأحد أن يتفوق عليها، أيضاً بأن الموساد الذي كان على علم بالطير الذي يطير في السماء والنملة السوداء على الأرض في الظلام الدامس، لقد كانوا يختلقون مثل هذه الحكايات، وكانوا يقولون هذا لجميع يهود العالم ؛إن أأمن مكان لكم هو أرض آبائكم وأجدادكم الأرض التي وعدكم الله بها، لا يوجد مكان في العالم يمكنكم أن تشعروا فيه بالأمان كما هو الحال هنا، ولقد دمر هذه الحكاية طوفان الأقصى، ففي غضون ساعات قليلة، كان الجيش الذي اعتقدوا أنه لا يقهر، متفاجئًا جدًا لدرجة أنهم اضطروا إلى تسليم القيادة إلى الأمريكيين، لقد وجهتهم أمريكا، ولا تزال أمريكا تقود الحرب فعليا، وتلقى ذلك الموساد، الذي يقولون إنه يعلم كل شيء، ضربة استخباراتية لدرجة أنه لم يتمكن من معرفة طوفان الأقصى الذي تم إعداده وتم الإعداد له منذ فترة طويلة".
"بدأت الوفيات بسبب الجوع والعطش في غزة"
وأشار "يابجي أوغلو" إلى الحصار الخانق الذي فرضه الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة وما سببه من حصول مجاعة في غزة قائلاً: "تم مداهمة قاعدتهم الخاصة، التي وجدوا أنها المكان الأكثر أمانًا والتي حاولوا فيها الاحتفاظ بالكثير من معلوماتهم السرية، وتم أسر ضباطهم هناك، ومصادرة أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم هناك، وفي غضون ساعات قليلة، غادر هؤلاء المجاهدون بعد تدمير المكان، ومنذ أيام عديدة، تعرضت بلادهم للقصف من الجو والبر والبحر، وقُصفت نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم ومستشفياتهم ومدارسهم. هل هذا نجاح، هل هذا نصر؟ نعم، فإن انهيار تلك القصة هو انتصار في حد ذاته، ومنذ أن تم كشف كذب تلك القصة، وهم ينفذون مجزرة وحشية منذ 5 أشهر بالضبط، وهذه المرة أثرت نتائجها على النساء والأطفال العزل، وبدأت الوفيات بسبب الجوع والعطش في غزة، لقد خاطر إخواننا هناك بكل شيء من أجل حماية وطنهم، ومقدساتهم، وقيمهم الخاصة، وتقدموا وقاموا بدورهم، ولكن دعونا نعترف بأننا، كأمة، فشلنا للأسف، وإنهم لا ينتظرون منا أن نذهب إليهم إلى تلك الأراضي، ونحمل بنادقنا، ونضع قاذفات الصواريخ على أذرعنا، ونقاتل معهم، ليس لديهم مثل هذا التوقع، لكنهم يقولون هذا، هيا، لا ننتظر منكم أن تقاتلوا معنا، ولا أن تساعدوننا بالسلاح والذخيرة، لكن ألا ترسلون أيضًا الطعام والدواء إلى هؤلاء النساء والأطفال العزل؟ يتم بتر أرجل النساء والأطفال هناك دون تخدير، في حين أن الناس هناك يمكن علاجهم بأدوية وطرق علاج بسيطة للغاية، إلا أنهم يموتون ويصبحون شهداء بسبب نقص الدواء".
وتابع "يابجي أوغلو" خطابه قائلاً: "يسألنا البعض: ما شأننا هناك؟ قلنا لهم مرة، دعونا نقول ذلك مرة أخرى، أجيبوا على السؤال التالي؛ في مقبرة شهداء جنق قلعة، توجد كلمات على شواهد القبور: كتيبة غزة، كتيبة حلب، كتيبة عسقلان أو كتيبة دمشق أو القاهرة، فماذا يفعل هؤلاء الرجال هنا؟" هل يتسألون؟ لا يتسألون، لقد حارب أجدادنا وأجدادهم معًا لمنع الاستيلاء على جنق قلعة واستشهدوا جنبًا إلى جنب، قبل 100 عام لم تكن هناك حدود بيننا، وقبل أكثر من 100 عام كنا داخل نفس الحدود وتحت نفس الإدارة، كنا هناك معا، وقبل كل شيء نحن مسلمون، نحن قوم نؤمن بالله ونسجد له، نحن قوم نتكاتف في صف واحد ونتوجه إلى القبلة واحدة. والقبلة الأولى التي نتوجه إليها هي المسجد الأقصى".
"أبقوا غزة على جدول أعمالكم"
وأكد "يابجي أوغلو" خلال خطابه أنه يجب ألا تكون أجندة الانتخابات أمام ما يحدث في غزة، وقال: "نوصي بشدة جميع إخواننا بذلك، نقول: من أجل رضى الله، قد يكون لديك أشياء مختلفة في جدول أعمالك، وربما يكون تاريخ دفع الفاتورة قد حان، فربما تصاب زوجتكم أو طفلكم بالمرض، مهما كان، تأكدوا من إبقاء غزة على جدول أعمالكم، ولا تدعوها تسقط من جدول الأعمال لأن الظلم مستمر هناك، ولا يزال الناس يموتون هناك، أتشعرون حقًا بالخجل من إنسانيتكم عندما ترى تلك الصور، جلد وعظم، إنه حقا وضع مخجل، ولهذا السبب نقول: لا تنسوا، فإذا لم تتمكنوا من فعل أي شيء، فاحرصوا على الدعاء بعد الفريضة، وإذا لم تتمكنوا من زيارة المسجد الأقصى، أرسلوا لهم وقوداً ليوقدوه في المصابيح، أرسلوا كسرة خبز لإخوتكم هناك ليأكلوا، أرسلوا زجاجة ماء أو ما يعادلها، وجهنا نداءً، وقلنا: سيقيمون حفل زفاف، أرسلوا الأموال التي ستعطونها إلى صالة الأفراح إلى إخوتكم هناك، والحمد لله أن الكثير من إخواننا أرسلوا الأموال، التي كانوا سيقدمونها لقاعة الأفراح إلى فلسطين، وأرسلت بعض عرائسنا الجدد العملات ذهبية التي كانوا سيرتدوها إلى هناك، تذكروا أنه في العديد من المواضع في القرآن، عند الحديث عن الجهاد، يذكر الله المؤمنين الذين يقاتلون بأموالهم وأنفسهم، أولًا الجهاد بالأموال، ثم الجهاد بالنفس، تذكروا هذا ولا تتركوه ينتسى، مهما كانت وظيفتكم، تأكدوا من أن هذا هو أحد جداول أعمالكم، وقد اعتبرنا أن من مسؤوليتنا التذكير بهذا هنا قبل الخوض في موضوع الانتخابات، ونحن كمسلمين، هذه مشكلة بالنسبة لنا جميعا". (İLKHA)